عنوان: طالب علم واقف تحت الشمس!!
بقلم الطالب : ارشد بشير المدنى
خريج الجامعة الاسلامية بالمدينة بالسعودية ، و مؤسس http://www.askislampedia.com
الموسوعة الإسلامية بخمسين لغةً ان شاء الله
************************كان ذلك في عام 2001، وكان هذا أول لقاء لي بالشيخ، ثم كان اللقاء الثاني في عام 2022 والحمد لله.
(لقاء الطالب أرشد بشير مدني مع سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – مفتي عام المملكة العربية السعودية رحمه الله ).
كانت أيام الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. كنت في مطلع الشباب، لم أتجاوز الثالثة والعشرين من عمري. في قلبي شغف بالعلم، وفي روحي عطش واضطراب. وفي تلك الأيام قصدت مكة المكرمة، رغبة في لقاء العالم الجليل الشيخ عبد العزيز آل الشيخ رحمه الله، لعلى أرتوي من قطرات علمه.
كانت الشمس حارقة، وكأن السماء تمطر ناراً. وقفت عند الباب أترقب الإذن، فإذا بالحارس يمنعني قائلاً بلهجة حازمة:
“لا يمكنك الدخول !” ممنوووووعكاد قلبي ينكسر، غير أنّ شعلة الأمل لم تنطفئ. قلت للحارس:
“بلِّغ الشيخ فقط أن طالباً من طلاب الجامعة الإسلامية بالمدينة جاء يسأله، فإن قال الشيخ إنه مشغول، عدت أدراجي صامتاً.”وصل الخبر إلى الشيخ، فهاجت في قلبه رحمة وشفقة على طالب العلم. فقال :
“لا تمنعوا الطالب، دعوه يدخل!”فأُذن لي بالدخول. وما إن دخلت المجلس حتى سألني الشيخ بلطف:
“لِمَ وقفت مكانك حين أمرك الحارس بالانصراف؟”فأجبته بأدب:
“يا شيخ! بلغني أنكم لا تردّون الطلبة خائبين، بل تسمعون أسئلتهم وتواسون قلوبهم. لذلك لم أفقد الأمل، وانتظرت حكمكم.”فبانت على وجه الشيخ ابتسامة وعلامات الشفقة، ثم قال:
“اجلس.”وبدأت أطرح أسئلتي واحداً تلو الآخر، والشيخ يجيبني بكلمات كانت لقلبي كالماء الزلال.
تلك اللحظات، وتلك الكلمات المليئة بالرحمة والعلم، كانت بالنسبة لي أغلى ما أملك. وبعد مرور السنين، ما زال المشهد حياً في عيني: طالب علم واقف تحت الشمس، ثم أبواب الشيخ تُفتح له، ليُكرم بخزائن من العلم…
رحمه الله رحمة واسعة
![]()
